السبت، 10 يناير 2015

أدفن البحر و أسكن على شاطئه





القصة اليوم ترجع لرجل اسمه هندرو Hendro Santoso Gondokusumo وهو رجل أعمال صيني هاجر والده في نهاية أربعينات القرن الماضي إلى اندونيسيا، هربا من التجنيد في بلده الصين، ونزل في مالانج، شرق جافا، وهناك حيث قابل الوالدُ الوالدة، وأما ميلاد هندرو فكان في 6 سبتمبر 1950 .

 كانت البداية غاية في الصعوبة على العائلة الجديدة، ففراش النوم كان عبارة إما عن جوالات الذرة أو الأرز المكومة معا، وكان الطعام شحيحا وأفراد العائلة إلى تزايد. استمر الحال صعبا، ولم يكن العيش ليكون ممكنا لولا محل صغير اشترته العائلة لتبيع فيه بعض حبوب الذرة والأرز والقهوة والمكسرات.

كان إجمالي عدد أفراد العائلة المعتمدين على هذا المحل الصغير كمصدر دخلهم عشرين فردا، لكن الأبوين عملا بجهد وكد لإطعام جميع الأفواه ولإرسال من عليه الدور إلى مقاعد الدراسة.

 شيئا فشيئا بدأ المحل الصغير يكبر بمساعدة شريك ليكون مركز توزيع كبير. رغم تيسر الأحوال المالية للأسرة، لكن الوضع الخارجي ازداد سوءا، ففي عام 1967 ازدادت درجة عدائية أهل المدينة للصينيين بشكل عام، الأمر الذي نتج عنه غلق جميع المدارس الصينية في المدينة، ومن ضمنها التي كان يرتادها الابن هندرو.

في هذه الأثناء، كان عم هندرو قد رحل عن الصين إلى مدينة جافا الاندونيسية ليبدأ هناك نشاطه التجاري القائم على التصدير، ولذا بعد غلق المدارس أرسل الأب ابنه هندرو ليعمل مع عمه في تجارته.
 بعدها بعام انتقل العم وهندرو إلى العاصمة جاكارتا، بسبب صعوبة إجراء المكالمات الهاتفية الدولية اللازمة في تجارة التصدير، وكذلك بسبب كثرة الفرص التجارية في العاصمة مقارنة بأي مكان آخر.

ثم جاء عام 1970 والذي شهد مقدم صديق إلى العم، في جلسة نصحه فيها بأن يدخل في مجال الاستثمار العقاري فهو الأكثر ربحا، وكانت بداية تنفيذ النصيحة مع بناء عقارات سكنية في جنوب العاصمة، والتي جاء ربحها كبيرا بعد بيع جميع الوحدات السكنية إلى شركة بترول وطنية.
بعدها استمر هندرو في بناء العقارات وبيعها، إلا أنه كان يبحث عن وسيلة تميزه عن غيره في سوق العقارات وتضمن له الربح والشهرة والسمعة الحسنة.

قاده تفكيره لردم البحر! فعليا، أراد هندرو استرداد منطقة في شمال جاكرتا من المستنقعات المتداخلة مع شاطئ البحر، وكان التصور الأولي بناء ضاحية فاخرة جديدة اسمها بانتاي موتيارا Pantai Mutiara مكونة من أربعة أبراج ذات 24 طابقا وبيوت متناثرة ونادي رياضي واجتماعي ومركز تجاري، على مساحة مقسمة ما بين 100 هكتار من الأرض، و 50 هكتار من ماء البحر.

 كنت لتركب قاربك البخاري وتسير به عبر الماء لتصل إلى قصرك الصغير، وبعدما ترسو به تنتقل إلى القصر ثم تركب سيارتك لتذهب لقضاء عملك.

كانت هذه أول مرة تقوم فيها شركة خاصة بردم البحر على ميزانيتها، فقبلها فعلت حكومة سنغافورة ذلك لبناء مطارها الدولي، وفعلت اليابان ذلك، لكن كل هذه المشاريع كانت بتمويل حكومي.
كان التحدي كبيرا على عدة مستويات. بدأ العمل في 1984 على ردم المستنقعات وشاطئ البحر، ثم بدأ الحفر والبناء في عام 1989 واستمر على مر عشر سنوات طوال. كان هندرو قد بنى لنفسه سمعة لا بأس بها، ولذا تمكن من بيع العديد من العقارات والأرض لازالت ماء لم يقترب منها عامل، هذه الثقة قفزت بسعر العقار عشرة أضعاف من بداية المشروع إلى نهايته والتسليم.

كان التوقع المبدئي لزمن المشروع أقل من الفعلي، إذ كانت الأرض مليئة بالوحل أكثر من المتوقع، ما استلزم المزيد من العمل والوقت والمال. كذلك كان هندرو متعنتا فيما يتعلق بالجودة، إذ أخبر العاملين معه ومهندسيه أنه مستعد لهدم أي عقار إذا وجد جودته أقل من المتوقع له، وهو لم يكن مبالغا في زعمه هذا.

 في عام 1990 طرح هندرو أسهم شركته العقارية في البورصة الاندونيسية، وكان اسم شركته العقارية انيشيلاند أو Intiland. كان للشركة عدة مشاريع عقارية وأبراج وملاعب جولف كثيرة، جلبت أرباحا أبقت الشركة على قيد الحياة، بينما يجري العمل في هذا المشروع الكبير.
ثم جاء عام 1997 والذي شهد الأزمة المالية الآسيوية وانهيار بورصات النمور الآسيوية كما أسموها، والتي أنزلت خسائر فادحة بالجميع، بدأت في تايلاند وضربت بأطنابها كل من اندونيسيا وكوريا الجنوبية، ووصل أثرها إلى ماليزيا وهونج كونج والفلبين وحتى الصين وتايوان وسنغافورة.
 هوى سعر العملات المحلية ما جعل الاستيراد مكلفا، كما أن البنوك توقفت عن الإقراض وبدأ المال يشح. بدأ حاجزو العقارات يطالبون بما دفعوا ثمنه أو استرداد ما دفعوه، واستعانوا بالشرطة والمحامين والقضايا لضمان حقوقهم، وبدأت الشركة تعاني بشدة مثل غيرها، لكن هندرو أعلنها صريحة منذ بداية الأزمة، لن يفقد عامل واحد عمله.

كان هذا التصريح صعبا للغاية، إذ بلغ عدد العاملين في شركته ألفي عامل، وعلى الشركة قروض واجبة السداد، وكان كل شيء إلى تراجع، وكان المزاج العام للسوق سلبيا جدا، والكل خائفا من العواقب. اجتمع هندرو بكبار العاملين معه، وطلب منهم خفض رواتبهم، ومساعدته في الحصول على مدخول بأي طريقة شرعية ممكنة، الأمر الذي نتج عنه زراعة أراضي الشركة التي لم يبدأ البناء عليها بمحاصيل الذرة، وأما المباني التي لم ينتهي بناؤها تحولت إلى مدارس ودور رعاية أطفال نهارية، وكذلك مزارع لتربية الضفادع!

على الجهة الأخرى، تمكن هندرو من كسب ثقة العملاء، وأقنعهم بالانتظار والصبر، فما جدوى عقار غير مكتمل البناء أو شركة عقارية مفلسة. بمرور الوقت، آتت هذه القرارات ثمارها، إذ لم يخسر أي موظف في الشركة وظيفته، وبدأ في ديسمبر 1998 تسليم أوائل الوحدات في ضاحية بانتاي موتيارا وبدأت الأمور المالية للشركة تتحسن، وعادت ثقة العملاء بالشركة إلى سابق عهدها.

استمرت الشركة في عملها بشكل لا بأس به حتى جاء عام 2007 حين سددت الشركة كل قروضها للبنوك، ثم حولت قرضا كبيرا من شركتين إلى استثمار في رأسمال الشركة، نسبته 70% مع تغيير اسم الشركة بعدها. إعادة الهيكلة المالية هذه أعطت دفعة قوية جدا للشركة، مكنتها من الشروع في تنفيذ مشاريع عقارية جديدة وكبيرة. من ضمن هذه المشاريع كان بدء سلسلة فنادق جديدة تحت اسم Whiz في منطقتي جافا و بالي.

يهدف هندرو من هذه الفنادق إلى التركيز على السياح الصينيين الآخذة أعدادهم في الازدياد، إذ تحول المزاج الاندونيسي من كره الصينيين إلى الترحيب بهم، وبدأت أعداد السياح الصينيين تزيد حتى بلغت 600 ألف سائح قدموا إلى اندونيسيا في عام 2012 وحده، مع توقع استمرار زيادة هذا العدد. يخصص هندرو جزءا من وقته وربحه للمجتمع، وهو أسس على نفقته جامعة خاصةMa Chung وبمساعدة أصدقاء الدراسة افتتحها في عام 2007.
كنت أود ذكر المزيد من التفاصيل عن هذا العصامي الناجح لولا ندرة المعلومات المتوفرة عنه، ولو يساعدني قراء المدونة المقيمين في الصين و اندونيسيا بذكر المزيد عن سيرة هذا الرجل الناجح، فسأكون شاكرا لهم جدا.
إذا كنت لتخرج بشيء من هذه القصة، فهو كالتالي،
أولا: الاستثمار في العقارات مربح جدا، لكنه خطير كذلك، لكن عليك الدخول فيه لا محالة.

ثانيا، من يسبق غيره ويركز على السياح الصينيين، قد يخرج رابحا. نعم، هذه النوعية من السياح مشهورة بأنها بخيلة أكثر من اليهود، لا تنفق وتطلب الكثير مقابل السعر القليل، لكن في ظل عزوف السائح الأوروبي، وتحول السائح الأمريكي، لعل السائح الصيني يعينك على تحمل الفترة الحالية حتى يعود السائح الأوروبي والأمريكي.

بقلم رؤوف شبابيك

قصة نجاح شركة فيليبس






الشركة الهولندية شهيرة يعرفها الجميع، بفضل تصنيعها للاختراع الذي بدد ظلمات الليل بسعر زهيد، وأقصد به المصباح الكهربي. تعود أحداث القصة لعام 1891 حين قام شاب عصامي هولندي بتأسيس شركته الخاصة، اعتمادا على دعم مالي من والده التاجر الغني، وتنفيذا لفكرة سيطرت على باله، تصنيع اختراع قرأ عنه وجاء به الأمريكي توماس إديسون، وحمل اسم المصباح الكهربي.

كانت أول خطوة لجيرارد فيليبس هي شراء مصنع قديم في مدينةإيندهوفن وإعادة تأسيسه بشكل يسمح بإنتاج المصابيح الكهربية وغيرها من المنتجات الكهربائية وإطلاق اسم عائلته عليه، فيليبس.

كانت المنافسة شديدة وقتها في مجال تصنيع المصابيح، لكن جيرارد أراد المنافسة عبر الانتاج على نطاق كبير مما يخفض السعر النهائي للمنتج، وهو ما أفلح معه، لكن بعد وقت طويل إلى حد ما.


كانت البداية صعبة بلا أرباح، وقاربت الشركة الناشئة على الإفلاس، حتى انضم انطون، الأخ الأصغر لجيرارد، إلى الشركة في عام 1894 كمندوب مبيعات لتنشيط البيع، وبعد مرور فترة قصيرة، بدأ يشارك بأفكار تجارية مفيدة خاصة في مجال التصدير، الأمر الذي زاد كثيرا من مبيعات الشركة حتى بدأت تتأخر عن تلبية طلبات العملاء فاضطرت للتوسع، وكانت البداية بتأسيس شركة تابعة لصناعة المعادن المستخدمة في المصابيح الكهربية، ثم بعدها بفترة وجيزة شركة تابعة أخرى مخصصة لصناعة الزجاج، ثم بعدها بسنوات تأسيس شركة ثالثة لصناعة الإلكترونيات.

 أهم خطوة ساعدت الشركة كثيرا على النجاح، بشهادة الكثيرين من رواة تاريخ الشركة، كانت تأسيس معمل للأبحاث العلمية والتقنية، على يد جيرارد في عام 1914. هذا المعمل شهد ميلاد الكثير من اختراعات فيليبس الشهيرة.




إذن ساعد الأخ الثاني انطون الشركة في بدايتها لتجاوز عثراتها، لكن الحرب العالمية الأولى ساعدت فيلبس على التوسع أكثر، ذلك أن هذه الحرب جلبت معها كراهية المنتجات الألمانية والمقاطعة الأوروبية لها، فتدخلت فيليبس بسرعة لتستغل هذه الفرصة وتوفر البدائل المناسبة، الأمر الذي أدى لزيادة مبيعاتها.

 لعبت الظروف لصالح فيليبس، إذ بعدما وضعت الحرب أوزارها جاء اختراع الصمامات الكهربية المفرغة بمثابة مناسبة أخرى أمكن لفيليبس استغلالها، فسارعت لإنتاج هذه الاختراعات الجديدة، واستغلتها في صورة تصنيع أجهزة بث واستقبال إشارات الراديو، وهي مرة أخرى، كانت في وقتها الاختراع العجيب الذي يكتسب شهرة عالمية يوما بعد يوم، ويكتسب كذلك الكثير من طلبات الشراء.

بعدها وجدت الشركة أن عليها التوسع إلى منتجات جديدة، فقدمت ماكينة الحلاقة الكهربيةفيليشيف في عام 1939، وما هي إلا أيام حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية وبدأ الألمان يقفون على حدود هولندا مستعدين لغزوها، وقبل الغزو مباشرة فر غالبية أفراد عائلة فيليبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للنجاة بحياتهم، في حين بقي آخرون ليديروا المصانع هناك بعد الاحتلال.

 لحسن حظ العائلة، تمكنوا قبل الفرار من إغلاق وإخفاء أكثر من مركز أبحاث علمية للشركة عن أعين المحتل الألماني، حتى إذا انتهت الحرب وعادت العائلة من أمريكا، افتتحت هذه المراكز وعادت للعمل، الأمر الذي ساعد على التعافي من هذه الخسارة.

مرة أخرى جاءت الحرب بفوائد علمية، ذلك أن اختراع أجهزة أشعة اكس وأجهزة الرادار كان يعتمد على مكونات تصنعها فيليبس في مصانعها، الأمر الذي ساعد على استمرار عجلة الانتاج دائرة بسرعة عالية. لا يعمل الرادار أو جهاز أشعة اكس بدون شاشة تعرض ما يكتشفه هذا الماسح العجيب، الأمر الذي ساعد على تمهيد الطريق لتصنيع أجهزة التليفزيون بشكل تجاري بداية من العام 1949.

مع زيادة انتشار المواد السمعية والمرئية كثيرا على المستوى العالمي، الأمر الذي أدى لفتح المجال أمام اختراعات جديدة من فيليبس، أهمها شريط الكاسيت الشهير كما نعرفه اليوم والذي لا يزال عدد كبير منا يتذكره، وهو من اختراع شركة فيليبس وجاء في عام 1963، ولأن فيليبس على ما يبدو لم تكن طماعة أو جشعة ساعتها، فإنها وفرت هذا الاختراع بدون الحاجة لدفع مقابل استخدام، الأمر الذي ساعد على انتشاره هذا الانتشار الطاغي.

الطريف أن أشرطة الكاسيت في بدايتها كان الغرض منها تسجيل الاجتماعات الإدارية والمحادثات الصوتية، لكن مع التقدم التقني وتحسن جودة التسجيل والتشغيل، بدأ استخدام هذا الاختراع الرخيص في الموسيقى والأغاني وغيرها.
هذا الانتشار شجع فيليبس على دمج جهاز الراديو مع جهاز مسجل الكاسيت في جهاز واحد محمول وكانت هي أول من فعل ذلك. الطريف أن فيليبس أنتجت نسخة مايكرو من الكاسيت، اسمتها ميكرو كاسيت، لكنها لم تنجح مثل الكاسيت التقليدي، وانتهى بها الأمر لاستخدامها في أجهزة الرد الآلي على مكالمات الهواتف.

بعدما أرسلت واستقبلت الصوت وخزنته، تكون الخطوة التالية تسجيل الصورة وعرضها، وهو ما حدث في عام 1972 في انجلترا بإصدار أول مشغل ومسجل فيديو، قبل منافسة سوني بنظامها بيتامكس، ثم منافسة مجموعة في اتش اس والتي اكتسحت السوق.

في هذا الوقت، كانت أشرطة الفيديو قصيرة الزمن، وحتى حين تغلبت فيليبس على ذلك بالتسجيل المضاعف على ذات الشريط بما يسمح بتسجيل ضعف المدة الزمنية على ذات الشريط، سارع اليابانيون لتقليدهم وإنتاج شرائط منافسة بسعر أرخص وجودة مماثلة، الأمر الذي جعل فيليبس تستسلم وتنضم لتجمع منتجي نظام في اتش اس وتترك نظامها الذي كانت أول من جاء به.

بسبب أرباحها الوفيرة من بيع منتجات الفيديو، أخرت فيليبس اطلاق اختراعها الجديد، قرص الليزر المدمج الذي يسجل الصوت والصورة بجودة عالية جدا عند مقارنتها بشرائط الفيديو وقتها. احتاج العالم للانتظار حتى مجيء عام 1982 لتعلن فيليبس عن إنتاج مشغل القرص المدمج سي دي بالتعاون مع شركة سوني، هذا القرص المدمج تطور بعدها ليكون دي في دي ثم بلو راي المنتشر اليوم.

استمرت توسعات فيليبس فأصبح لها مصانع في العديد من دول العالم، حتى تحولت لتكون الفيل العملاق الذي لا يتحرك إلا من أجل وليمة كبيرة، ولا يستطيع أن ينتج شيئا رخيص الثمن عالي الجودة، الأمر الذي جعل الشركة تركز على المنتجات الغالية المربحة، للمستشفيات والحكومات والمصانع وغيرها.

الطريف أن جيرارد فيليبس أسس في عام 1913 الفريق الكروي الشهير نادي ايندهوفن، ولليوم لا تزال شركة فيليبس من كبار الداعمين الماليين للنادي. المصنع الأساسي الذي شهد بداية الشركة، وبعدما تعرض لأكثر من حريق وتوسعة وإعادة بناء، تحول في هذا العام 2013 ليكون متحف فيليبس، حيث يعرض أهم ما قدمته فيليبس على مر تاريخها.

 اليوم، يبلغ عدد الاختراعات المسجلة باسم شركة فيليبس أكثر منمائة ألف اختراع، ويعمل في مصانعها ومكاتبها أكثر من 122 ألف موظف في قرابة 60 دولة، ويستعمل منتجاتها الملايين والملايين. قيمة إجمالي أصول فيليبس اليوم تبلغ 50 مليار دولار، بعوائد سنوية إجمالية قدرها 20 مليار دولار.

ربما الغريب في القصة هو أن عائلة فيليبس هاجرت من بولندا واستقرت في هولندا، وأن كارل ماركسيمت بصلة قرابة إلى عائلة فيليبس، وكلاهما من اليهود. جيرارد فيليبس درس في الجامعة على يد العالم كلفن في لندن.
أول موظف في فيليبس كان ألمانيًا، وهو رحل بعد عامين مع العمل مع جيرارد. في بدايته، لم تكن هولندا قد وقعت على اتفاقيات براءات الاختراع العالمية، الأمر الذي ساعد فيليبس على التقليد دون قلق. بعد شهر ة كارل ماركس الشيوعية وسفره إلى روسيا، أرسل لقريبه جيرارد فيليبس أمر شراء بمئة وخمسين ألف لمبة لبيعها في روسيا، الأمر الذي ساعد الشركة على الاستمرار والنجاح.
 في البداية، كانت ساعات العمل اليومية في مصانع فيليبس 10 ساعات يوميا لمدة ستة أيام أسبوعيا، واستمر الحال كذلك حتى عام 1911، وبداية من عام 1912 بدأت فيليبس تخصص 10% من الأرباح لصالح العاملين فيها. أثناء الكساد العالمي من 1929 إلى 1932، اضطرت فيليبس لصرف نصف القوة العاملة لديها.


الشاهد من القصة:
اختراع جديد، يمكنك انتاجه بشكل أفضل وأرخص، يمكن له أن يضعك على طريق نهايته تأسيس شركة عالمية ناجحة تفيد البشرية والإنسانية والعالم.

حين تتاجر في سلعة ما وتكون رابحة باستمرار، ربما كان عليك التفكير في تصنيعها بنفسك.
التصدير أمر حيوي ومهم لضمان استمرار توسع شركتك.
في كل مصيبة فائدة، عليك أن تبحث عنها وتستفيد منها.


الابتكار مهم للغاية، لكن ما لم تنتج هذا الشيء المبتكر بتكلفة مقبولة وجودة عالية وتوفره في الأسواق بسرعة قبل المقلدين المنافسين، فلن تستفيد كثيرا من ابتكاراتك.
لم يتسع الوقت للحديث عن المنتجات الفاشلة لشركة فيليبس، وهي كانت اختراعات لم يقبل عليها الناس بالشراء فتم وقف انتاجها.
الفشل شيء ضروري في الحياة، حين تفشل تماما، تقبل الأمر واستفد منه في نجاحات أخرى.


بقلم رؤوف شبابيك


قصة المطاط الطبيعي الذي حول تشارلز من فقير إلى غني

اليوم سوف نسرد لكم قصة الرجل الذي طوع المطاط لاستخدام البشرية بشكل عملي وسهل، الأمريكي تشارلز جوديير، المولود قبل يومين من نهاية عام 1800، في مدينة نيوهيفن في ولاية كونيتيكت، وتوزع صباه بين مساعدة أبيه في مزرعته وفي مصنعه، الأمر الذي جعله يتغيب كثيرا عن مقاعد الدراسة، لكنه امتلك عقلا يبحث عن المعرفة شغوفا بالاختراعات، وحين كان يلعب أقرانه كان هو يفضل قضاء الوقت في قراءة الكتب.

 ذات يوم وبعدما بلغ 10 سنوات، عثر على مادة لزجة غريبة، المطاط الطبيعي، والتي استهوته كثيرا ولفترة طويلة بعدها. تميز هذا المطاط بسهولة إذابته، ثم بعدما يجف، كانت يلتصق بالأشياء بشكل مرن. بعد عدة تجارب، تبين لتشارلز إنه في حال تمكن من حذف خاصية الالتصاق من هذه المادة، فبإمكانه ساعتها تطويعها لتكون مادة مرنة رفيعة ذات استخدامات تجارية عدة.




بعدما أتم أخيرا تعليمه المدرسي وعمره 16 سنة، أرسله والده إلى ولاية مجاورة ليتعلم تجارة الخردوات، حتى إذا بلغ 21 عاما عاد مرة أخرى ليشارك والده في تجارته. على مر خمس سنوات، انتعشت تجارة الأب والابن، وامتدت لتصنيع الأزرار والمعدات المعدنية وآلات الزراعة وغيرها. بعض هذه المنتجات كانت من اختراع تشارلز، الذي وجد سعادة في مساعدة الناس باختراعاته.

وعمره 24 سنة، تزوج تشارلز، ثم انتقل بعدها بعامين إلى ولاية فيلادلفيا ليفتتح أول متجر عام لبيع الخردوات العامة، حيث باع منتجات والده واستورد بعض البضاعة من انجلترا. كانت التجارة رابحة، ساعدته على فتح عدة فروع في مدن وولايات أخرى، حتى انضم إلى نادي الأثرياء، وكان له من الأبناء خمسة.

على أن قصص النجاح لا تحفل بمن عاش حياة سهلة، وكذلك كان تشارلز، الذي ما أن بلغ 29 سنة من العمر حتى بدأ حظه يتغير، بداية بإصابته بمرض عسر الهضم المزمن الذي كان يضطره للرقود طويلا في الفراش، الأمر الذي منعه من الاهتمام بأعماله، تلاها تأخر سداد المدينين لديونهم، فلم يأت العام التالي إلا بإفلاس تشارلز ووالده بسبب تراكم الديون، وليته وقف عند هذا الحد، إذ أضطر تشارلز للتنازل عن ملكية الاختراعات التي اخترعها وصنعها سدادا لديونه، ولما لم يكف كل ذلك، اضطر تشارلز لقضاء فترات متتالية في سجون الولاية.

هذه الفترة العصيبة ساعدته زوجته الوفية على تخطيها. حتى في السجن، كان تشارلز مشغولا بالانتهاء من اختراعاته الجديدة في مجال الزراعة لسداد الديون المتأخرة والمتراكمة.
بعدما خرج من السجن أخيرا، وجد تشارلز صعوبة كبيرة في العودة لعمله السابق، ذلك أن الدائنون رفضوا العمل معه، الأمر الذي جعله يتجه إلى ابتكار أشياء جديدة واختراعات مفيدة، لكن في مجالات بعيدة عن عمله السابق، حتى يتسنى له البدء من جديد.

استمر تشارلز يبحث عن هذا الجديد، حتى بدأ يلاحظ في عام 1831 نشاطا ملموسا في تجارة المطاط المحلية، وبدأت المنتجات المصنوعة منه تزدهر (خاصة في مجال الأحذية)، فبدأ يهتم بالمطاط ويتابع تجارته عن كثب.

في عام 1934 شاهد تشارلز منتجا مصنوعا من المطاط، ووجد فيه عيبا صغيرا، فعكف على تجاربه حتى تمكن من معالجة هذا العيب، وذهب بفكرته الجديدة إلى الشركة المصنعة لهذا المنتج، والتي سعدت لهذا التطوير، لكنها كانت في موقف صعب جدا وتحتاج لمن ينقذها.

كان للمطاط عيبان، الأول في فصل الصيف حيث كانت مرونته تزيد وتنهار كتلته ويلتصق بمن يستخدمه، وأما في الشتاء البارد فكان يقسو للغاية ويفقد مرونته وتكثر فيه الشقوق، بل إن بعض المنتجات كانت تلين بشدة وتلتصق جراء حرارة جسم الانسان العادي الذي يستخدمها.

 هذه العيوب أدت إلى تراجع تجارة المطاط بشكل عام، خاصة وأن التخلص من المنتجات المطاطية المعيبة تطلب دفنها تحت الأرض لأنها ذات رائحة كريهة وكل هذه تكاليف إضافية. خلاصة الموقف، إذا أراد تشارلز بيع أي شيء لشركات المطاط، كان عليه قبلها حل مشاكلها. لكن قبل أن يتفرغ تشارلز لهذا الهدف، كان عليه العودة إلى السجن مرة أخرى سدادا لمتأخرات دين سابق، ولذا لم يجد بدا من أن يذهب للسجن ومعه كميات من مادة المطاط الطبيعي ليقضي فترة حبسه في التفكير في حلول لمعضلات المطاط كلها.

لا، لم تمض القصة على ما يرام، ذلك أن كثرة ديون تشارلز لم تترك له صديقا، كما أن المرض المزمن كان يجبره على مطارحة الفراش لفترات، والفقر لم يسمح له بشراء ما يلزمه للبحث العلمي، وفوق كل هذا، لم يكن تشارلز خبيرا بعلوم الكيمياء ليفهم تركيبة المطاط، كما أن غيره من علماء الكيمياء الذين درسوا تركيب المطاط لم يجدوا أي مؤشرات تهدي من يريد علاج عيوب المطاط الطبيعي.

أي بكلمات أخرى، كان فقيرا، مدينا، مسجونا، مريضا، جاهلا، لكنه كان كذلك عازما على حل هذه المشكلة من أجل الصالح البشري العام.
على مر خمس سنوات تالية، قضاها في السجن، انكب تشارلز على تجاربه مع المطاط الطبيعي، وكان من توفيق الله له أن عثر على صديق ثري سمح له بالمكوث مجانا في بيت تابع له، ليجمع فيه شمل عائلته وينام تحت سقفه.

 إذن جاء اليسر في السكن والمأوى، لكن النفقة كانت بلا حل بعد. لم يضيع تشارلز وقتا وبدأ يكمل تجاربه في مطبخ هذا البيت، وبدأ يضيف هذه المادة إلى تلك ويراقب النتائج، وبدأ أصدقاء العائلة يتبرعون له ببعض المكونات الكيمائية، ليستخدمها في تجاربه، حتى بدأت الدنيا تبتسم له شيئا قليلا.

توصل تشارلز إلى أن سائل ترنبتين يجعل من المطاط نصف سائل، ثم إذا عالجه بمركبات كيماوية أخرى بعدها، أكسبه اللون والقوام والكتلة الثابتة بدون اللزوجة المعتادة، وبدأ يستعمل اكتشافه هذا في صنع الأحذية وبيعها، الأمر الذي مكنه أخيرا من اكتساب لقمة العيش وإعالة أسرته، ومع استمراره تمكن من توظيف بعض السيدات للعمل في مطبخه لصنع المزيد من الأحذية المطاطية، بجانب مساعدة أفراد عائلته له في عمليات التصنيع. للأسف، ابتسامات الأيام قصيرة الآجال، فما أن جاء الصيف وحره، حتى بدأت الأحذية المطاطية التي صنعها تشارلز تذوب وتفقد قوامها وتلتصق بأرجل المشترين، ولا تقف عند هذا الحد، بل تصدر منها رائحة كريهة جعلت الكل يشكو منها.

هذه العثرة والكبوة كانت موجعة ومؤلمة، فحتى الأصدقاء الذين نسوا تاريخ تشارلز المالي وكانوا يفكرون في استثمار مالهم مع تشارلز ليتوسع، عادوا أدراجهم وتوقفوا عن مساعدته وعن إمداده بالمكونات الكيميائية التي احتاجها ليعالج هذا العيب في التصنيع. استمرت الحلقات تضيق عليه حتى بدأ تشارلز يبيع أثاث المنزل ليشتري لقمة الخبز التي تقيم أوده وعائلته، وكأن كل هذا لا يكفي، فجأة مات ابنه الوحيد دون سابق إنذار.

لولا أن تشارلز رجل قوي إيمانه، لكان فقد اهتمامه وأعلن انهزامه أمام لطمات الأيام الموجعة. تقبل تشارلز أقداره بقلب مؤمن، وتقبل كذلك أن على عاتقه تقع مسؤولية علاج مشاكل المطاط لتستفيد منه البشرية. تعبيرا عن التزامه الشديد بهذا الهدف، نقل تشارلز عائلته لتقيم في مكان آخر، وارتحل هو إلى نيويورك، ليقيم مع صديق استقبله في بيته وسمح له باستخدام معمله، بينما سمح له صديق آخر باستخدام المكونات الكيمائية التي تلزمه في تجاربه. كانت الخطوة الأولى على سلم النجاح هي التخلص من لزوجة المطاط، لكن كان هناك أشياء أخرى يجب التخلص منها بدورها.

هذه الخطوة التي تنم عن الشغف العميق بالهدف، أدت بتشارلز لأن يبتكر طريقة تصنيع ألواح رفيعة من المطاط، لا تتأثر كثيرا أو سريعا بحرارة الجو أو برودته، ويمكن تطويعها في استخدامات عديدة. الغريب أن جهود تشارلز هذه نالت استحسان العالم الخارجي وبدأ الكثيرون يتحدثون عن انجازاته، خاصة المجلات العلمية، حتى أنه حصل على خطاب تقدير من الرئيس الأمريكي.

 رغم ذلك، لم يكن المنتج بلا عيوب، إذ اكتشف تشارلز بالصدفة أن سقوط مجرد نقطة حمض على منتجه كانت كفيلة بأن تعود به لسابق عهده من الذوبان والالتصاق والرائحة الكريهة.

كان هذا الاكتشاف دليلا على أن مرحلة البحث العلمي لم تنتهي بعد، بل يجب الاستمرار فيها. عندها اتفق تشارلز مع مرجل / فرن يبعد 3 أميال عن مسكنه في نيويورك ليختبر مزيجه من المطاط، ولذا كان يعد المزيج الكيميائي ويسير إلى الفرن ليختبر كل مزيج وهكذا المرة تلو المرة.

كان التعامل اليومي عن قرب مع المركبات الكيميائية والأحماض ذا ثمن باهظ دفعه تشارلز من صحته، حتى أنه ذات مرة كاد أن يموت مختنقا نتيجة انبعاث الغازات من أحد التفاعلات الكيمائية التي بدأها، إلا أن المقابل كان مزيجا كيمائيا ذا طبقة صلبة تقي المطاط من العوامل الخارجية وتساعده على الحفاظ على قوامه وتحمل بعض الحر والبرد.

 هذا المزيج كان كافيا لبدء عملية تصنيع الملابس والأحذية والمنتجات المعتمدة على المطاط. استمر النجاح لفترة أطول بقليل هذه المرة، الأمر الذي شجع تشارلز على بناء مصنع كبير في نيويورك، ونقل عائلته لتقيم معه، وبدا وكأن الحياة تبتسم.
ما هي إلا شهور قليلة حتى حلت أزمة اقتصادية بأمريكا، يسمونها هلع عام 1837، والذي يعود إلى انفجار فقاعة عقارية وانهيار أسعار تصدير القطن وتشديد شروط الاقتراض في انجلترا، الأمر ألذي أدى إلى انكماش مالي ساعد عليه شعور الناس بالهلع وبدأ الاقتصاد الأمريكي يدخل في مرحلة انكماش شديد استمرت قرابة 3 سنوات.

هذا الهلع نتج عنه توقف الناس عن الشراء فخسرت المحلات والشركات فسرحت العاملين وهوت أسعار كل الأصول وكانت أزمة مالية اقتصادية مماثلة لما شهدناه منذ سنوات. خسر تشارلز كل شيء في هذه الأزمة، حرفيا كل شيء يملكه، المصنع والبيت والمال، حتى عاد معدما فقيرا لا يملك شيئا.

ما العمل؟ لم ييأس تشارلز، ولم يجد أمامه سوى العودة إلى تلك الشركة التي سبق وعرض عليها نسخة أفضل من منتجها المطاطي فطلبت منه حل مشاكل المطاط، حيث وجد في مالك الشركة نعم الصديق والرفيق، والذي أقرضه المال وأعطاه الاحترام الذي يستحقه مخترع مجاهد مثل تشارلز.

في عام 1838، التقى تشارلز بصاحب مصنع كان يستخدم طريقة جديدة لتجفيف المطاط. أخذ تشارلز يفكر في تفاصيل هذه الطريقة، والتي كانت بدائية بعض الشيء، لذا استمر في تطويرها حتى توصل إلى الطريقة الصحيحة لجعل المطاط يقاوم الحرارة والبرودة والأحماض. لقد فعلها أخيرا!

نعم، كانت هذه الخطوة هي الحل الأمثل، لكن حين أعلن تشارلز للعالم عن اكتشافه هذا، لم يكن هناك أحد مقتنعا بما يكفي لتمويل تصنيع اختراعه هذا، فكلامه هذا سبق وسمعوه من قبل لكن دون جدوى! مرة أخرى، استمر تشارلز في العمل لتصنيع منتجات من المطاط تقاوم الحر والبرد والحمض، بمفرده وبمساعدة عائلته، حتى نال منهم الفقر وشرب عليهم وأكل. لم يتوقف الحظ السيئ عن مطاردة تشارلز، فبعد سنوات من العمل المضني تمكن من العثور على شركة وافقت على تصنيع المطاط وفق المزيج الأخير، لكن ما أن فعلت حتى خسرت الشركة كل شيء وأفلست وتوقفت عن العمل.

بعدها، وافق إخوة وأقارب تشارلز على أن يقوموا هم بتصنيع منتجات المطاط وفق مزيج تشارلز في مصنع لهم ينتج الصوف.

هذه المرة توقفت الأيام عن معاركة تشارلز، إذ كانت المنتجات الأولية من الجودة حتى أنها شجعت تشارلز على تسجيل براءة اختراع لطريقته هذه في معالجة المطاط الطبيعي في عام 1844، وكانت هذه هي نهاية عناد الأيام لتشارلز.

حسنا، ليس تماما، إذ فجأة انتشر اسم مخترع بريطاني اسمه هانكوك، توصل لذات الطريقة في معالجة المطاط التي توصل إليها تشارلز، الأمر الذي منعه من تسجيل براءة اختراعه في انجلترا. بسبب بعض التعقيدات التقنية، فاز هانوك بأحقيته في تسجيل براءة اختراع معالجة المطاط في بريطانيا.

تحسنت الأمور كثيرا وبشكل عام مع تشارلز، فبدأ يستخدم قانون إشهار الإفلاس التجاري مما منع عنه السجن وفاء للديون إلا أنه لم يحتاج إليه، وبدأت الأرباح الوفيرة تعرف طريقه ما جعله يسدد جميع ديونه السابقة، ويجزل العطاء لكل من سبق وسانده ووقف معه، كما أنه بلغ درجة متقدمة من الخبرة العلمية، الأمر الذي مكنه من تحسين مزيجه وتطويعه لمختلف الاستخدامات التجارية والصناعية، ما زاد من عوائده، الأمر الذي سمح له بتأليف كتاب وضع فيه خلاصة خبراته مع المطاط.
في صيف 1860 توفى تشارلز، وبعد وفاته بأربعة عقود تأسست الشركة التي حملت اسم جوديير، ولا تزال تعمل حتى اليوم. من يتحمل ضربات الأيام، ويستمر واقفا في معاركه معها، هذا الشخص تكون له الضحكة الأخيرة، والغلبة والنصر، مثل تشارلز جوديير. 

هذه القصة في رأي الخاص هي من أصعب قصص النجاح التي كتبت عنها، فالرجل تلقى الضربة تلو الضربة، ودخل السجن وخرج، وقاسى صنوف الفقر هو وعائلته، وربح أشياء وخسر كل شيء، أكثر من مرة، ودفع الثمن من صحته ومن شبابه، لكنه نال مراده وحقق ما خرج من أجله. 




بقلم رؤوف شبابيك